الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية من وراء قضبان سجن المرناقية: حوار خاص مع صاحب أكبر لوحة جدارية في العالم

نشر في  12 أفريل 2016  (10:47)

كان بصدد رسم لوحات حائطية على جدران مجمعات سجن المرناقية .. اقتربنا منه وحاولنا استفساره عن حكايته والمجهود الذي يقوم به لمنح روح جديدة لجدران السجن الكئيبة، ابتسم وأخبرنا أن ما يقوم به يساعده في المقام الاول على التغلب على ساعات السجن الثقيلة، مضيفا أن هذه الرسوم هي متنفس له ولبقية المساجين.
السجين منير تمكن من رسم لوحات مختلفة وبأشكال متنوعة على كامل جدران سجن المرناقية، طبيعة وأنهار وشلالات اكتسحت عالم مظلم ورتيب..
وبتوغلنا بالحديث معه علمنا أنه يدعى "منير هـ " وأنه يقبع خلف قضبان سجن المرناقية منذ قرابة العام و9 أشهر فهو محكوم ب39 سنة سجنا من أجل اصدار شيكات دون رصيد، وحسب ما أفادنا به فان قيمة هذه الشيكات 230 ألف دينار مضيفا ان عائلته سدّدت معظم هذه المبالغ ولم يتبق منها سوى 59 ألف دينار ومن المنتظر أن يغادر السجن بمجرد تسديد هذا المبلغ الاخير.
منير أخبرنا أنه كان يمتلك شركة خاصة وأن تعرض الى السرقة والنهب اثر أحداث الثورة مما جعله عاجزا عن تسديد الديون المتخلدة بذمته لتتافقم وتؤدي به الى غياهب السجن.
وعن غرامه بالرسم، ذكر أنه فنان محترف وكان مرشحا لدخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية بأكبر لوحة في العالم، كان قد رسمها للملك محمد السادس في المغرب، حيث ذكر انه كان موجودا بالمغرب حين بلغه خبر مسابقة تهدف الى انجاز جدارية للملك محمد السادس، فتقدم لها وكان الاجنبي الوحيد وعبر آنذاك عن رغبته في إقامة جدارية تفوق بكثير كل التوقعات والمواصفات المطلوبة، مضيفا ان المخابرات المغربية دعته للتثبت في الموضوع، ليتم فيما بعد توفير كل المعدات الضرورية لإنجاز اللوحة التي تطلبت منه حوالي ثمانية اشهر وكللت بالنجاح، وذكر أن بعض وسائل الإعلام المغربية عنونت افتتاحيتها كالآتي: "رسام تونسي يدخل المغرب في موسوعة غينيس.".
من جهة أخرى ذكر محدثنا أنه هو من قام برسم اللوحات الحائطية بمقر الاذاعة التونسية اضافة الى لوحات ملعب الشادلي زويتن..
ومن المغامرات التي حدثنا عنها هو أنه قام برسم لوحات ثلاثية الأبعاد داخل "السيلون" وذلك حتى تمنح للسجين المعاقب الشعور بأنه في مكان أرحب، مشيرا الى أنه يجد التشجيع من قبل مدير السجن وكل الاطارات والأعوان الذين يوفّرون له المواد الأولية لرسم كل هذه اللوحات ..
وذكر محدثنا أنه يعشق الرسم والعزلة وأنه وجد في رسم هذه اللوحات متنفسا له وأيضا من أجل نشر ثقافة الحياة داخل السجن، وذكر انه انهى تقريبا الرسم على جدران كل المجمعات وانه من المنتظر ان ينتهي في الأيام القليلة القادمة من رسم جدارية تعكس ثقافات العالم، وقبل ان نتركه دعانا الى مشاهدة عمله بمجرد اكتماله لأنه سيكون مدهشا وفريدا من نوعه
هذا السجين كان الأمل والفرحة داخل السجن، والذي جعلنا نعيد بناء أفكارنا فالسجن وكما يقتل حب الحياة داخل السجين قد يكون منبعا لولادة أفكار وللابداع لكن كل سجين يراه من زاويته الخاصة ..

سنـــاء الماجري